يقول ابن جرير:" وتأويل قوله: (أبى): يعني - جل ثناؤه - بذلك إبليس أنه امتنع من السجود لآدم. . . (واستكبر): يعني بذلك أنه تعظم وتكبر عن طاعة الله في السجود لآدم، وهذا - وإن كان من الله جل ثناؤه خبرا عن إبليس - فإنه تقريع لضربائه من خلق الله الذين يتكبرون عن الخضوع لأمر الله، والانقياد لطاعته فيما أمرهم به، وفيما نهاهم عنه. . . ثم وصف إبليس بمثل الذي وصف به الذين ضربه لهم مثلا في الاستكبار. . . . فقال جل ثناؤه:(وكان) يعني إبليس (من الكافرين). . . بخلافه عليه فيما أمره به من السجود لآدم. . . "(٢)
ويقول القرطبي: " قوله تعالى: واستكبر الاستكبار: الاستعظام فكأنه كره السجود في حقه، واستعظمه في حق آدم، فكان ترك السجود لآدم تسفيها لأمر الله وحكمته. وعن هذا الكبر عبر عليه السلام بقوله: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر (٣)».
(١) سورة البقرة الآية ٣٤ (٢) تفسير الطبري ج ١ ص ١٨٠ - ١٨١. (٣) صحيح مسلم الإيمان (٩١، ٩١)، سنن الترمذي البر والصلة (١٩٩٨، ١٩٩٨)، سنن أبي داود اللباس (٤٠٩١، ٤٠٩١)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٧٣، ٤١٧٣)، مسند أحمد (١/ ٤٥١، ١/ ٤٥١).