وقال القاضي عياض في مطلع فصل المكفرات القولية: اعلم أن تحقيق هذا الفصل وكشف اللبس فيه مورده الشرع، ولا مجال للعقل فيه (١).
وقال ابن تيمية مؤكدا على هذا: الكفر حكم شرعي متلقى عن صاحب الشريعة، والعقل قد يعلم به صواب القول وخطؤه، وليس كل ما كان خطأ في العقل يكون كفرا في الشرع.
وقال ابن الوزير: إن التكفير سمعي محض لا مدخل للعقل فيه، وإن الدليل على الكفر لا يكون إلا سمعيا قطعيا، ولا نزاع في ذلك (٢).
فلا يتكلم في هذه المسألة إلا بعلم وبرهان من الله، ولا يخرج إنسان من الإسلام بمجرد الفهم واستحسان العقل، فإن إخراج رجل من الإسلام، أو إدخاله فيه، أعظم أمور الدين، وما تنازع العلماء في كونه كفرا؛ فالاحتياط للدين التوقف وعدم الإقدام ما لم يكن في