والسنة وحي إلهي:{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}(٣){إِنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}(٤). ولكنه غير متلو، وألفاظه هي من عند النبي - صلى الله عليه وسلم -: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}(٥).
يقول الشافعي في تفسير كلمة الحكمة هنا:". . . فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة سنة رسول الله. . . إلخ "(٦).
ومن أوجه أهمية السنة باعتبارها أصلا من أصول الشرع: أن الرد إلى الله والرسول هو أمر أمر به الله عباده: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا}(٧).
والرد إلى الله هنا: معناه الرجوع إلى كتاب الله، والرد إلى الرسول: معناه الرجوع إليه شخصيا في حياته، والرجوع إلى سنته بعد وفاته.
والنزاع الذي يستوجب الرد: قد يكون بين الناس من مختلف الطبقات بعضهم وبعض، أو بينهم وبين أولياء أمورهم.
(١) سورة الأعراف الآية ١٥٧ (٢) سورة الأعراف الآية ١٥٨ (٣) سورة النجم الآية ٣ (٤) سورة النجم الآية ٤ (٥) سورة النساء الآية ١١٣ (٦) الرسالة ص ٤٥ (ط. الحلبي ١٩٦٩ م). (٧) سورة النساء الآية ٥٩