وفي الرسالة للشافعي - رحمه الله - تفاصيل في هذا الشأن (٣).
إذن فالسنة المطهرة هي مفتاح الكتاب، والنبراس الذي يهتدى به إلى كشف حقائقه، والوقوف على دقائقه.
ومنصب الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو التبليغ عن الله عز وجل والبيان لأوامره ونواهيه، قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}(٤).
ومن ثم كانت السنة واجبة الاتباع، والمتمسك والعامل بها إنما يعمل بكتاب الله؛ قيل لمطرف بن عبد الله: لا تحدثونا إلا بالقرآن، فقال والله لا نبغي بالقرآن بدلا، ولكن نريد من هو أعلم منا بالقرآن.
وروى الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: كان الوحي ينزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحضره جبريل بالسنة التي تفسر ذلك (٥).
وقد أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - باتباع سنته في أحاديث كثيرة.
منها قوله - صلى الله عليه وسلم -: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي (٦)».
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى (٧)».
(١) سورة الأحزاب الآية ٣٦ (٢) سورة محمد الآية ٣٣ (٣) انظر: " الرسالة " ص ٤٣، ٤٦، ٤٧، ٤٩. (٤) سورة المائدة الآية ٦٧ (٥) تاريخ الفقه الإسلامي: محمد علي السايس. (٦) رواه الحاكم وابن عبد البر عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده انظر جامع بيان العلم: ٢/ ٢٤. (٧) أخرجه البخاري والحاكم.