• عمرو بن عبسة السلمي: قال عمرو بن عبسة - رضي الله عنه -: (لقد رأيتني وأنا ربع الإسلام)(١).
ودعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - له تتضح من خلال ما رواه أبو أمامة - رضي الله عنه - قال: «قال عمرو بن عبسة السلمي: (كنت - وأنا في الجاهلية - أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شيء، وهم يعبدون الأوثان، فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا، فقعدت على راحلتي فقدمت عليه، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستخفيا، جرآء عليه قومه، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة فقلت له: ما أنت؟ قال: (أنا نبي) فقلت: ما نبي؟ قال:(أرسلني الله)، فقلت: وبأي شيء أرسلك؟ قال:(أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء) قلت له: فمن معك على هذا؟ قال:(حر وعبد)، قال: ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به، فقلت: إني متبعك، قال:(إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا، ألا ترى حالي وحال الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني)(٢)».
قال الإمام النووي: معناه: "إني متبعك على إظهار الإسلام هنا، وإقامتي معك، فقال له: لا تستطيع ذلك لضعف شوكة المسلمين ونخاف
(١) رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي (٢) أخرجه مسلم كتاب: صلاة المسافرين، باب: إسلام عمرو بن عبسة، رقم الحديث: ١٣٧٤