قال الأوزاعي: كنا - والتابعون متوافرون - ونقول: إن الله - تعالى ذكره - فوق عرشه (١).
قال الذهبي: أورد المصنف من رواية أبي صفوان الأموي عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان: حدثنا يوسف بن يزيد، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن كعب الأحبار، قال: قال الله - عز وجل - في التوراة:(أنا فوق عبادي، وعرشي فوق جميع خلقي، وأنا على عرشي أدبر أمور عبادي، لا يخفى علي شيء في السماء، ولا في الأرض)(٢).
أما ثبوته بالعقل فمن وجوه:
أحدها: العلم البديهي القاطع بأن كل موجودين، إما أن يكون أحدهما ساريا في الآخر قائما به كالصفات، وإما أن يكون قائما بنفسه بائنا من الآخر.
الثاني: أنه لما خلق العالم، فإما أن يكون خلقه في ذاته أو خارجا عن ذاته، والأول: باطل، أما أولا فبالاتفاق، وأما ثانيا فلأنه يلزم أن يكون محلا للخسائس والقاذورات، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، والثاني: يقتضي كون العالم واقعا خارج ذاته، فيكون منفصلا فتعينت المباينة؛ لأن القول بأنه غير متصل بالعالم وغير منفصل عنه غير معقول.
الثالث: أن كونه - تعالى - لا داخل العالم ولا خارجه: يقتضي نفي
(١) القواعد المثلى، ابن عثيمين ٦٢، انظر الفتاوى ابن تيمية ٥/ ٢٢٩. (٢) قال الذهبي: رجاله ثقات، رجال الشيخين، العلو الذهبي ١٢٨ ح: ٩٧.