وأما السنة: فقد وردت بذلك الأحاديث القولية والفعلية والتقريرية، فالقولية: كقوله - صلى الله عليه وسلم –: «ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك ... (٣)». الحديث. " في الحديث إثبات العلو لله تعالى، وأنه في السماء، والعلو صفة ذاتية"(٤).
والفعلية: كفعله يوم عرفة حين أشار صلى الله عليه وسلم إلى السماء، وقال: «اللهم اشهد (٥)».
والتقريرية: كفعله مع الجارية حين سألها: «أين الله؟ فقالت: في السماء. فقال لسيدها: أعتقها؛ فإنها مؤمنة (٦)». فقول الجارية: إنه في السماء، المراد منه العلو، وأنه فوق كل شيء مع عدم تخصيصه بالأجسام المخلوقة وحلوله فيها، وإذا قيل: العلو فإنه يتناول ما فوق المخلوقات
(١) سورة غافر الآية ٢ (٢) سورة النحل الآية ١٠٢ (٣) أبو داود ٤/ ١٢ كتاب الطب، باب كيف الرقى، ح (٣٨٩٣). (٤) شرح العقيدة الواسطية الشيخ صالح الفوزان ١١٤. (٥) صحيح مسلم: من حديث جابر في حجة الوداع، كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم ح (١٢١٨١). (٦) صحيح مسلم: كتاب المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة، ح (٥٣٧).