٣ - دلت الآيات أن الرسل إنما دعت إلى التوحيد وخاطبت أقوامها به، وهذا جاء في الآيات مجملا ومفصلا، أما المجمل فمنه قوله سبحانه:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}(١) وقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}(٢) وقوله: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ}(٣) ففي هؤلاء الآيات الإخبار بأن جميع الرسل إنما دعت إلى التوحيد وأمرت به وابتدأت أقوامها بذلك، أما المفصل فقد ذكرت الآيات ذلك في آحاد دعوات الرسل فمن ذلك قوله سبحانه:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}(٤) وقوله: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}(٥) وقوله: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}(٦)
(١) سورة النحل الآية ٣٦ (٢) سورة الأنبياء الآية ٢٥ (٣) سورة الأحقاف الآية ٢١ (٤) سورة المؤمنون الآية ٢٣ (٥) سورة الأعراف الآية ٦٥ (٦) سورة الأعراف الآية ٧٣