وسئل رييعة شيخ مالك عن قوله تعالى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}(٢): كيف استوى؟ فأجاب: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التصديق (٣)" اهـ.
ومثله ما صح عن مالك بن أنس إمام دار الهجرة أنه دخل عليه رجل في المسجد وهو يملي فيه حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وقال:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}(٤) كيف استوى؟ فأطرق مالك رأسه حتى علته الرحضاء أو غشي عليه، فلما أفاق قال: أين السائل؟ ثم قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا، فأمر فأخرج من المسجد.
«وعن ابن الديلمي قال: وقع في نفسي شيء من القدر، فأتيت أبي بن كعب فقلت له: يا أبا منذر إنه وقع في نفسي شيء من القدر، وقد خشيت أن يكون فيه هلاك ديني، فحدثني من ذلك بشيء لعل الله أن ينفعني.
فقال: " لو عذب الله أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو
(١) اللالكائي رقم ١٨١٠، والشريعة ص ١٤٤. (٢) سورة طه الآية ٥ (٣) رواه اللالكائي رقم ٦٦٥، وروي نحوه عن مالك ٦٦٣، ٦٦٤. (٤) سورة طه الآية ٥