وفي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه أنه قال: «لما ثقل على النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه الكرب، فقالت: فاطمة: واكرب أبتاه، فقال: ليس على أبيك كرب بعد اليوم، فلما مات قالت: يا أبتاه أجاب ربا دعاه، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل أنعاه (١)». (٢).
ج- كف اللسان عن الصراخ والعويل، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة والحالقة والشاقة (٣)».
والصالقة: هي التي ترفع صوتها عند وقوع المصيبة.
د- كف اللسان عن الدعاء على النفس أو على الولد، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة
(١) صحيح البخاري مع فتح الباري، كتاب (المغازي)، الباب (٨٣)، الحديث رقم ٤٤٦٢، ج ٨ ص ١٤٩. (٢) ابن القيم، عدة الصابرين، ص ١١٣. وانظر: محمد المنبجي، تسلية أهل المصائب، ص ٨٣. (٣) رواه البخاري في صحيحه في كتاب (الجنائز)، الباب (٣٧)، الحديث رقم ١٢٩٦، ج ٣ ص ١٦٥. ورواه مسلم في صحيحه في كتاب (الإيمان)، باب (تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية)، ج ٢ ص ١١٠.