المعلوم أن المضطر في الدعاء الذي قد نزلت به نازلة فيدعو لاستجلاب خير أو دفع شر حاله في الافتتان بالقبور إذا رجا الإجابة عندها أعظم من حال من يؤدي الفرض عندها في حال العافية.
فإذا كانت العلة التي لأجلها نهي عن الصلاة عندها متحققة في حال من يتوسل بها كان نهيهم عن ذلك أوكد (١). وعليه فكل أمر يناقض هذا النهي فهو مكذوب.
ثانيا: أن قصد القبور للدعاء عندها ورجاء الإجابة رجاء أكثر من رجاء الإجابة في غير ذلك الموطن أمر لم يشرعه الله ولا رسوله ولا فعله أحد من الصحابة والتابعين ولا أئمة المسلمين، وقد أجدب الصحابة مرات ومع ذلك لم يستسقوا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على أن الحديث مكذوب (٢).
ثالثا: أن الحديث يتعارض مع النقل الصريح، قال تعالى:{وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ}(٣){إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}(٤)