كمال الأمور وتمامها، وبوجودها حصول الخيرات ونظامها، ومن لم يكن مستقيما في حالته ضاع سعيه، وخاب جهده. قال: وقيل: الاستقامة لا يطيقها إلا الأكابر؛ لأنها الخروج عن المعهودات، ومفارقة الرسوم والعادات، والقيام بين يدي الله على حقيقة الصدق) (١).
وعرف الواسطي الاستقامة بقوله:(الخصلة التي بها كملت المحاسن، وبفقدها قبحت المحاسن)(٢).
وقال القاضي عياض عن الاستقامة: هذا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، وهو مطابق لقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}(٣) أي وحدوا الله تعالى وآمنوا به، ثم استقاموا فلم يحيدوا عن التوحيد، والتزموا طاعته سبحانه وتعالى، إلى أن توفوا على ذلك (٤).
ومعنى جوامع الكلم: أن الرسول صلى الله عليه وسلم: (كان يتكلم بالقول الموجز القليل اللفظ الكثير المعنى)(٥).
وورد في كتاب
(١) صحيح مسلم بشرح النووي ١/ ٩. (٢) صحيح مسلم بشرح النووي ١/ ٩. (٣) سورة فصلت الآية ٣٠ (٤) صحيح مسلم بشرح النووي ١/ ٩. (٥) ابن حجر، فتح الباري ١٣/ ٢٤٧.