وقال القرطبي:{وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ}(١) أي: يجهلون الحق. وقيل: يجهلون أنه لا يجوز اقتراح الآيات بعد أن رأوا آية واحدة (٢) لفرط جهلهم وعنادهم طلبوا أن تنزل الملائكة، ويكلمهم الموتى، ويأتي بالأمم قبلا، ويأتي بالله، أو يرون الله. . . وهذه الطلبات تدل على جهلهم بالله وبآيات الله، وبشرع الله، وبمهمة رسل الله. . .، وتدل على أنهم لن يؤمنوا بدليل هذه الشروط وهذا التمحل، ولذلك قال الله تعالى:{مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}(٣) لأنه سبحانه وتعالى يعلم طبيعتهم الملتوية، وعقولهم الفاسدة، وجهلهم المطبق. .
(١) سورة الأنعام الآية ١١١ (٢) تفسير القرطبي ج ٧ ص ٦٧. (٣) سورة الأنعام الآية ١١١