قالت: وما يقول؟ قلت: يقول اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في رجب؟ فقالت: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لعمري ما اعتمر في رجب، وما اعتمر من عمرة إلا وإنه لمعه، قال: وابن عمر يسمع، فما قال لا، ولا نعم، سكت (١)».
في هذه القصة وقفات:
الوقفة الأولى: حرص الصحابة والتابعين على طلب العلم وسؤال العلماء عما يشكل، وهذا هو الواجب على المسلم، أن يسأل أهل العلم عن دينه، قال الله تبارك وتعالى:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون}(٢) وفي قصة الرجل الذي أصابته جنابة في برد شديد وهو مثخن بالجراح، فأفتاه من معه بالغسل، مع أن له التيمم والحالة هذه، فمات فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «قتلوه قتلهم الله، ألم يكن شفاء العي السؤال (٣)»، وروى الإمام البخاري في
(١) رواه البخاري في صحيحه -كتاب العمرة- باب كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم ٣/ ٥٩٩ برقم ١٧٧٥، ١٧٧٦، ورواه مسلم في صحيحه -كتاب الحج- باب بيان عدد عمر النبي صلى الله عليه وسلم وزمانهن ٨/ ٢٣٦، ٢٣٧ واللفظ له. (٢) سورة الأنبياء الآية ٧ (٣) رواه عدد من الأئمة منهم الإمام أحمد في مسنده ١/ ٣٣٠، وأبو داود في سننه -كتاب الطهارة- باب في المجروح يتيمم ١/ ٩٣ برقم ٣٣٦، ٣٣٧، وابن ماجه في سننه -أبواب التيمم- باب في المجروح تصيبه جنابة فيخاف على نفسه إن اغتسل ١/ ٩٣ برقم ٤٦٤، وصححه الألباني، كلهم من حديث ابن عباس رضي الله عنه.