هكذا جاءت أقوال المخالفين مضطربة متناقضة عارية من الدليل الصحيح مع زعمهم أنهم يستدلون بالبراهين اليقينية والأدلة القطعية وكل صاحب قول يزعم أن الأدلة والبراهين القطعية معه، ولقائل أن يقول: الدليل القطعي مع من؟
هل مع صاحب القول الأول أو الثاني أو. . .؟
والعجب منهم أنهم إذا استدل عليهم بالقرآن أو بالسنة قالوا: ظواهر ظنية لا تعارض اليقينيات العقلية (١).
ويقولون عن السنة: أخبار آحاد لا تفيد العلم (٢).
وكثير منهم كما سبق يستدلون بقول الشاعر قد استوى بشر. . . فهل هذا البيت مقطوع بثبوته عندهم؟
ولم لا يكون ظنيا وهو نقلي كما قالوا في القرآن والسنة؟
وصدق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حينما قال:
قبحا لمن نبذ القرآن وراءه ... وإذا استدل يقول قال الأخطل (٣)(٤)
(١) انظر: المواقف ٢٧٢، شرح المقاصد ٤/ ٥٠. (٢) الإرشاد للجويني ١٥٠. (٣) غياث بن غوث التغلبي النصراني الشاعر المعروف بالأخطل. السير ٤/ ٥٨٩. (٤) اللآلئ البهية في شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية ص ٦٠.