يحمل قول الحسن - رحمه الله - المتقدم، فإن ساعة تفكر خير من قيام ليلة بلا تفكر، أما إذا كان قيام الليل مع التفكر فإنه أفضل بلا شك.
قال الإمام ابن رجب - رحمه الله -: (ونقل عن الإمام أحمد - رحمه الله - في رجل أكل فشبع وأكثر الصلاة والصيام، ورجل أقل الأكل فقلت نوافله، وكان أكثر فكرة أيهما أفضل؟ فذكر ما جاء في الفكر: تفكر ساعة خير من قيام ليلة، قال: فرأيت هذا عنده أكثر يعني الفكر، وهذا يدل على تفضيل قراءة التفكر على السرعة وهو اختيار الشيخ تقي الدين، وهو المنصوص صريحا عن الصحابة والتابعين)(١).
قال أحمد بن أبي الحواري - رحمه الله -: (قلت لأبي صفوان أيما أحب إليك، أن يجوع الرجل فيجلس فيتفكر، أو يأكل فيقوم فيصلي؟ قال: يأكل يقوم فيصلي، ويتفكر في صلاته هو أحب إلي، فحدثت به أبا سليمان - يعني: الداراني - فقال: صدق، الفكرة في الصلاة أفضل من الفكرة في غير الصلاة، الفكرة في الصلاة عملان، وعملان أفضل من عمل)(٢).
قال ابن العربي - رحمه الله -: (وأما طريقة من يبقى يوما وليلة أو شهرا متفكرا لا يفتر فطريقة بعيدة عن الصواب غير لائقة بالشرع)(٣).
(١) انظر: الأصبهاني، كتاب العظمة ج١ ص٢٢٩، وانظر: ابن رجب، القواعد، ج١، ص٢٢ (٢) انظر: أبا نعيم، حلية الأولياء ج٨، ص ٣٠٠ (٣) انظر: ابن العربي، أحكام القرآن ج٢، ص ٣٥٤