وقد أجاب أحمد بن حجر آل بوطامي الشافعي عن شبهات القبورية، وهي:
الأولى: قول بعض الجاهلين: إن هؤلاء يعني القبوريين - يقرون بالخالق، ويعتقدون بشرائع الإسلام وبيوم الجزاء، وغاية ما هنالك أنهم يتوسلون بهؤلاء الصالحين، ولا يرضون بلقب الشرك، بل ينفرون منه، فكيف يمكن أن يقال: بأنهم مشركون؟
الثانية: أن المشركين كان كفرهم من أجل إنكارهم للربوبية، لا من حيث صرف العبادة لغير الله، مستدلين بقوله تعالى:{قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ}(١) الآية. وبقوله:{وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ}(٢) الآية.
أجاب بما يأتي:
الجواب عن الشبهة الأولى: قال: فالجواب عن تسميتهم مشركين، أن الكفر والشرك شعب وأنواع كما أن الإيمان له شعب، فإذا ما أتى بكثير من شعب الإيمان وأتى معه بشيء من شعب الشرك، فيقال له: مثلا لو صلى وصام واعتقد بالرسالة والقيامة واتصف بالزهد ومكارم الأخلاق، لكنه اعتقد في