ويتمثل ذلك المنهج في أمور كثيرة يدركها من تدبر هذا القرآن الكريم، وتمعن في سمو الأخلاق التي يدعو إليها، وعمق المعاني التي تبرز من دلالة لفظه:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}(١).
منها:
١ - تهيئة الشخصية الداعية، والتي تتحمل عبء التبليغ، لمواجهة الأجناس البشرية المتباينة في طباعها وغاياتها، والمختلفة في المدارك والنوايا؛ من حيث المثالية في العمل {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}(٢). والصدق في العمل والقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}(٣). والشمولية في الفهم والإدراك، مع الحلم والصبر وقوة التحمل في هذا العمل، وعدم التسرع في طلب النتيجة {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ}(٤).
٢ - احتواء الناس المدعوين إلى عبادة الله وحده، وإلانة الجانب لهم، وعدم التفرقة وفق النظرة الاجتماعية في تحديد
(١) سورة محمد الآية ٢٤ (٢) سورة الصف الآية ٣ (٣) سورة التوبة الآية ١١٩ (٤) سورة الأحقاف الآية ٣٥