وكان ركوبه- عليه الصلاة والسلام- بسبب غشيان الناس له، وازدحامهم عليه، ولم يكن يتخذ حرسا يمنعون الناس، فعن عائشة - رضي الله عنها- قالت: «طاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حول الكعبة على بعيره، يستلم الركن؛ كراهية أن يضرب عنه الناس (٢)».
وعن جابر رضي الله عنه قال: «طاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على راحلته بالبيت، وبالصفا والمروة، ليراه الناس، وليشرف، وليسألوه، فإن الناس غشوه (٣)»
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثر عليه الناس، يقولون: هذا محمد، هذا محمد، حتى خرج العواتق من البيوت. قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضرب الناس بين يديه، فلما كثر عليه ركب (٤)». . . الحديث.
كما أمر بذلك أم سلمة- رضي الله عنها- إذ كانت مريضة.
فعنها أنها قالت: «شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي. فقال:
(١) أخرجه البخاري في الحج، باب استلام الركن بالمحجن (٥٨) ٢/ ١٦٢، ومسلم في الحج، باب جواز الطواف على بعير ٩/ ١٨. (٢) أخرجه مسلم في الحج، باب جواز الطواف على بعير ٩/ ١٩. (٣) غشوه: أي ازدحموا عليه وكثروا. انظر: النهاية لابن الأثير ٣/ ٣٦٩، شرح مسلم للنووي ٩/ ١٩. (٤) أخرجه مسلم، باب استحباب الرمل في الطواف ٩/ ١١.