يعطف الشيء على نفسه، وليس في هذه الزيادة تعيين للصلاة الوسطى) (١).
وقال النووي -رحمه الله تعالى-: (هكذا هو في الروايات: " وصلاة العصر " بالواو، واستدل به بعض أصحابنا على أن الوسطى ليست العصر؛ لأن العطف يقتضي المغايرة) (٢).
بيان الراجح في المسألة:
يترجح لدي في هذه المسألة أن الصلاة الوسطى: هي صلاة " العصر " كما ذكر ذلك الإمام النووي -رحمه الله تعالى- حيث قال بعد سرده لأقوال الفقهاء في المراد من الصلاة الوسطى:(والصحيح من هذه الأقوال قولان: العصر والصبح، وأصحهما العصر)(٣).
وسبب هذا الترجيح أمران:
الأمر الأول: ما رواه الإمام مسلم والبيهقي رحمهما الله تعالى بسنديهما عن البراء بن عازب -رضي الله تعالى عنه- قال: «نزلت: " حافظوا على الصلوات وصلاة العصر "). فقرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن نقرأها ثم إن الله نسخها فأنزل:(٥)»
(١) المنتقى (١/ ٢٤٥). (٢) شرح النووي على صحيح مسلم (٥/ ١٣٠). (٣) شرح النووي على صحيح مسلم (٥/ ١٢٩). (٤) صحيح البخاري الجمعة (١٢٠٠)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٣٩)، سنن الترمذي الصلاة (٤٠٥)، سنن النسائي السهو (١٢١٩)، سنن أبو داود الصلاة (٩٤٩)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٣٦٨). (٥) سورة البقرة الآية ٢٣٨ (٤) {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}