هذه البلاد وهو صغير (١)، ثم رجع إلى بغداد فسمع الحديث بها من بعض علمائها (٢)، ثم حج مع والده سنة ٧٤٩ هـ فسمع الحديث بمكة (٣)، ثم رجع معه إلى دمشق، وبها لازم الإمام ابن القيم أكثر من سنة حتى توفي سنة ٧٥١ هـ، وسمع عليه قصيدته النونية في العقيدة وأشياء من تصانيفه وغيرها (٤)، ثم رحل مع والده إلى مصر، فسمع من بعض علمائها (٥).
وقد أكثر الحافظ ابن رجب من سماع الحديث، وقرأ القران بالروايات (٦)، ودرس الفقه على كثير من شيوخه، وحفظ بعض المتون الفقهية في الفقه الحنبلي (٧).
وقد استقر رحمه الله بعد تلك الرحلات الكثيرة في دمشق، وتفرغ للتعليم والتأليف والوعظ، فأقبل الطلاب على دروسه، وتتلمذوا على يديه، وأخذوا عنه الفقه، واستفادوا من علمه.
وقد برز الحافظ ابن رجب في فنون كثيرة من علوم الشريعة، فقد برز في علوم الحديث، وكان ذا معرفة واسعة بالرجال وبطرق الأحاديث وعللها ومعانيها، وبرز أيضا في الفقه، وكانت له مجالس تذكير ووعظ نافعة.