الفئات الكافرة والمكذبة بآيات الله ورسوله وبلقائه تعالى بعضهم إلى بعض. قال تعالى:{وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ}(١) يدفعون ويساقون إلى موضع الحساب (٢) وقال تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ}(٣) هو من قول الله تعالى للملائكة " احشروا " المشركين " وأزواجهم " أي أشياعهم في الشرك، والشرك: الظلم، قال الله تعالى:{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}(٤) فيحشر الكافر مع الكافر، قاله قتادة وأبو العالية. وقال عمر بن الخطاب في قول الله عز وجل:{احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ}(٥) قال: الزاني مع الزاني، وشارب الخمر مع شارب الخمر، وصاحب السرقة مع صاحب السرقة. وقال ابن عباس:" وأزواجهم " أي أشباههم، وهذا يرجع إلى قول عمر. وقيل:" وأزواجهم " نساؤهم المرافقات على الكفر، قاله مجاهد والحسن، ورواه النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب. وقال الضحاك:" وأزواجهم " قرناءهم من الشياطين، وهذا قول مقاتل أيضا:" يحشر كل كافر مع شيطانه في سلسلة "(٦). ثم يقسم تعالى على تحقق حشرهم وشياطينهم، فيقول تعالى:{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ}(٧) الذين كانوا يعبدون من دون الله تعالى، وسيتحقق ما أنكروه ويروه عيانا، ثم يساقون إلى جهنم وساءت مصيرا {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا}(٨) ويقول سبحانه وتعالى في موضع آخر: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ}(٩)
(١) سورة النمل الآية ٨٣ (٢) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١٣/ ٢٣٨. (٣) سورة الصافات الآية ٢٢ (٤) سورة لقمان الآية ١٣ (٥) سورة الصافات الآية ٢٢ (٦) الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١٥/ ٧٣. (٧) سورة مريم الآية ٦٨ (٨) سورة مريم الآية ٦٨ (٩) سورة الأنعام الآية ٢٢