والمراد بالاستباق في الآيتين هو المبادرة والمسارعة والاستباق إلى الأعمال الصالحة، كما فسره الطبري (١).
كما جاءت نصوص كثيرة في الكتاب تحض المسلمين على المبادرة والإسراع إلى التوبة من الذنوب عامة، وأن الإنسان لا يعلم الغيب إذ قد يعاجل بالموت وغيره فلا يستطيع التوبة - حينئذ - أو قد لا تقبل منه، ولهذا فقد جاء الندب إلى الإسراع بالتوبة وبالإنابة إلى الله والإقلاع عن المعاصي فور وقوعها لمن تلبس بشيء منها، وعدم التسويف والتمادي، كما جاء الثناء على من غلبت عليه الخشية من الله سبحانه وتعالى وتاب من قريب، ومما دل على ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى:{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}(٢).