يخبر سبحانه وتعالى في هاتين الآيتين أن من قصد بعمله الحصول على مطامع الدنيا فقط فإن الله يوفر له ثواب عمله في الدنيا بالصحة والسرور في الأهل والمال والولد، وهذا مقيد بالمشيئة (٣) كما في قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ}(٤) الآية وهؤلاء ليس لهم في الآخرة إلا النار، لأنهم لم يعملوا ما يخلصهم أما أعمالهم التي عملوها فإنها باطلة لا ثواب لها؛ لأنهم لم يريدوا بها الآخرة.
قال قتادة: يقول تعالى: من كانت الدنيا همه وطلبته ونيته جازاه الله بحسناته في الدنيا ثم يفضي إلى الآخرة وليس له حسنة يعطى بها جزاء، وأما المؤمن فيجازى بحسناته في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة (٥).
(١) سورة هود الآية ١٥ (٢) سورة هود الآية ١٦ (٣) انظر مختصر شعب الإيمان ص ٩٢ (الحاشية). (٤) سورة الإسراء الآية ١٨ (٥) انظر: تفسير ابن كثير جـ ٢ ص ٤٣٩.