يقدر الله ما يكون في السنة إلى مثلها. قال تعالى:{حم}(٢){وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ}(٣){إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ}(٤){فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}(٥){أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}(٦). وهذه الليلة المباركة هي ليلة القدر لقوله تعالى:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}(٧).
قال سفيان عن أبي نجيح عن مجاهد، ليلة القدر: ليلة الحكم.
قال سفيان عن محمد بن سوقة عن سعيد بن جبير: يؤذن للحجاج في ليلة القدر فيكتبون بأسمائهم وأسماء آبائهم فلا يغادر منهم أحد ولا يزاد فيهم ولا ينقص منهم.
وقال ابن عباس: يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من موت وحياة ورزق ومطر حتى الحجاج يقال: يحج فلان ويحج فلان.
التقدير الخامس: اليومي:
وهو سوق المقادير إلى المواقيت التي قدرت لها فيما سبق. قال تعالى:{يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}(٨).
وروى ابن جرير عن منيب بن عبد الله بن منيب الأزدي عن أبيه قال: «تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فقلنا يا رسول الله
(١) رواه البخاري في القدر في فاتحته، جـ١١، ص ٤٣٠، ومسلم في القدر، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه برقم ٢٦٤٦. وانظر جامع الأصول جـ١٠، ص ١١٥، حديث ٧٥٨٣. (٢) سورة الدخان الآية ١ (٣) سورة الدخان الآية ٢ (٤) سورة الدخان الآية ٣ (٥) سورة الدخان الآية ٤ (٦) سورة الدخان الآية ٥ (٧) سورة القدر الآية ١ (٨) سورة الرحمن الآية ٢٩ (٩) تفسير ابن جرير جـ ٢٧، ص ١٣٥، والنسفي جـ ٣، ص ٤٥٦، والسيوطي في الدر المنثور جـ ٦، ص ١٤٣. وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه من لم أعرفهم (المجمع جـ ٧، ص ١٢٠).