الفقه كذلك عن أبي بكر الدينوري الحنبلي، ودرس اللغة على أبي منصور الجواليقي، والحديث عن ابن عبد الواحد الدينوري، وقد جمع شيوخه في مشيخته " ذكر منهم ستة وثمانين شيخا " وكان يحارب أهل البدع وقد أعلن عليهم ذلك دون هوادة أو خوف، وقيل له مرة: قلل من ذكر أهل البدع مخافة الفتن فأنشد:
وليس عجيبا أن يجلس الواعظ في بغداد منذ سنة ٥٢٧ هـ وسنة دون العشرين، ومازال يدرس ويعظ ويؤلف حتى أصبح إمام بغداد وواعظها الأول (٢).
وكان يحضر مجلسه عامة الناس وخاصتهم، ويتزاحمون على حضور تلك المجالس، حتى لقد حرز الجمع في بعض المجالس بمائة ألف، وهذا العدد وإن كان يدل على المبالغة إلا أنه يدل دلالة قاطعة على كثرة العدد وشدة الزحام، وإقبال الناس على مواعظه وحضور مجالسه، وكان الخليفة يحضر وعظه ومجالسه في المناسبات، وكان أبو الفرج يلقي الموعظة على الخليفة ولا يخشى في ذلك شيئا.
وذكر أنه تكلم يوما بحضرة الخليفة وحكى له موعظة شيبان للرشيد: وقال فيما قال: يا أمير المؤمنين إن تكلمت خفت منك، وإن أمسكت خفت عليك