عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة فقيل له: يا رسول الله ألا نجعل لك منبرا؟ قال: إن شئتم، فجعلوا له منبرا، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي ثم نزل صلى الله عليه وسلم فضمه إليه يئن أنين الصبي الذي يسكن. قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها (٣)».
(٥) ومنها انقياد الشجر له وطاعته إياه:
فعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «سرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزلنا واديا أفيح فذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقضي حاجته. فاتبعته بأداوة من ماء. فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها. فقال: انقادي علي بإذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش (٦) مما بينهما، لأم بينهما (يعني جمعهما) فقال: التئما علي بإذن الله فالتأمتا». . . وبعد أن انتهى من قضاء حاجته يقول جابر: فإذا أنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقبلا وإذا الشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق (٧).
(١) انظر البخاري كتاب المناقب ٤/ ١٧٣. (٢) وفي رواية أخرى: جذع. (١) (٣) وفي رواية: سمعنا صوتا كصوت العشار، والعشار الناقة التي أتى على حملها عشرة أشهر. (٢) (٤) صحيح مسلم الزهد والرقائق (٣٠١٤). (٥) واديا أفيح: أى واسعا. (٤) (٦) (٥) الذي يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها فقال: انقادي علي بإذن الله فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنصف بالمنصف: أي نصف المسافة. (٧) انظر صحيح مسلم كتاب الزهد والرقائق ٤: ٢٣٠٦.