الحمد لله الذي اختار لنا الإسلام شرعة ومنهاجا، وأنزل الفرقان هدى ورحمة وتفصيلا؛ فأمر سبحانه فيه ونهى، ودعا فيه إلى الحق واجتناب الهوى، فقال جل وعلا:{وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}(٢).
وأشهد أن لا إله إلا الله واحد في ربوبيته، وألوهيته وأسمائه وصفاته وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه، وأمينه على وحيه القائل: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به (٣)».
(١) انظر التعريف بالكاتب في آخر البحث (٢) سورة المائدة الآية ٤٩ (٣) أخرجه الخطيب في تاريخه (٤/ ٤٩١)، والبغوي في شرح السنة (ح/١٠٤)، والحسن بن سفيان كما في فتح الباري، وقال ابن حجر: رجاله ثقات، وقد صححه النووي في آخر الأربعين. انظر: فتح الباري (١٣/ ٢٨٩).