وعنه - بعد كمالها -: إنَّ الله هو السَّميعُ العليمُ، اختارها في «التَّنبيه»، والقاضي في «المجرد»، وابن عَقيل والسَّامَرِّيُّ؛ جمعًا بين الأدِلَّة.
وكيفما تعوَّذ فحسَنٌ، وهذا كلُّه واسِعٌ.
مسألة: الاستِفتاحُ والتَّعوُّذ سنَّتانِ، نَصَّ عليه (٢). وعنه: واجبان، اختاره ابن بَطَّة. وعنه: التعوُّذ.
ويَسقُطان بفوات محلِّهما، وكالبسملة (٣).
واختار الشَّيخ تقِيُّ الدِّين: التَّعوُّذَ أوَّل كل قُربةٍ (٤).
(ثُمَّ يَقْرَأُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) في (٥) أوَّل الفاتحة، وأوَّل كلِّ سورة في قول أكثرهم؛ لما رَوى نُعَيمٌ المُجْمِرُ قال: «صلَّيت وراءَ أبي هريرة فقرأ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ (١)﴾، ثمَّ قرأ بأمِّ القرآن حتَّى بلغ: ﴿ولا الضالين﴾ … » الحديث، ثمَّ قال:«والذي نفسي بيده إنِّي لأَشْبهكم صلاةً برسول الله ﷺ» رواه النَّسائي، وفي لفظٍ لابنِ خُزَيمةَ والدَّارَقُطْنِيِّ:«أنَّ النَّبيَّ ﷺ كان يُسرُّ ببِسم الله الرَّحمن الرَّحيم، وأبو بكرٍ، وعمرُ» وزاد ابن خُزَيمة: «في الصَّلاة»(٦).
(وَلَيْسَتْ مِنَ الْفَاتِحَةِ)، جزم به أكثرُ الأصحاب، وصحَّحه ابنُ الجَوْزيِّ وابنُ تَميم والجَدُّ، وحكاه القاضي إجماعًا سابقًا، وكغيرها؛ لما روى
(١) ينظر: سنن الترمذي ١/ ٣٢٤. (٢) نص عليه في مسائل حرب. ينظر: الجامع لعلوم الإمام أحمد ٢١/ ١٤١. (٣) في (أ) و (ب): كالبسملة. (٤) ينظر: الفروع: ٢/ ١٧٠. والذي في الاختيارات ص ٧٧، والفتاوى الكبرى ٥/ ٣٣٢: (يستحب التعوذ أول كل قراءة). (٥) في (د): من. (٦) أخرجه النسائي (٩٠٥)، وابن خزيمة (٤٩٩)، والحاكم (٨٤٩)، والدارقطني (١١٦٨)، وهو حديث مختلف فيه، فقد صححه البيهقي، وقال الدارقطني: (هذا صحيح ورواته كلهم ثقات) كذا في السنن، قال ابن حجر: (وهو أصح حديث ورد في ذلك)، وضعفه ابن الجوزي ونقل عن الدارقطني قوله: (كل ما روي عن النبي ﷺ من الجهر فليس بصحيح فأما عن الصحابة فمنه صحيح ومنه ضعيف)، وقال ابن تيمية: (اتفق أهل المعرفة على أنه ليس في الجهر حديث صحيح)، وأعله الزيلعي وأشار إلى أن ذكر البسملة في حديث نعيم شذوذ، وأنه تفرد بذكرها، دون سائر الروايات المخرجة في الصحيحين وغيرها. ينظر: تنقيح التحقيق ٢/ ١٧٧، مختصر الفتاوى المصرية ص ٤٦، نصب الراية ١/ ٣٣٥، الفتح ٢/ ٢٦٧.