ولم يعرف له في الصَّحابة مخالف (١)، ولأنَّه مسح على حائل أبيح المسح عليه كالخفِّ.
فائدة: الجبائرُ واحدتها جبيرة، وهي أخشاب أو نحوها توضع على الكسر لينجبر.
(وَفِي الْمَسْحِ عَلَى الْقَلَانِسِ) واحدُها: قَلَنْسُوَةٌ، وأراد به المبطنات؛ كَدَنِّيَاتِ (٢) القضاء (٣) والنَّومِيَّات (٤)، نصَّ أحمد في رواية إسحاق بن إبراهيم (٥)، وقاله أكثر الأصحاب، وقدَّمه (٦) في «الفروع»: أنَّه لا يمسح عليها كَكَلْتَة، ولأنَّها أدنى من عِمامةٍ غير محنَّكة، ولا ذُؤابة لها.
والثَّانية: يجوز، اختارها (٧) الخلَّال، وجزم بها في «الوجيز»، وقال: رُوي عن رجلين صحابيين: عمر، وأبي موسى، رواه الأثرم (٨)، وروي عن
(١) في (و): ولم نعرف له من الصحابة مخالف. (٢) في (أ): كدنات. (٣) في (أ) و (ب): القاضي. (٤) في (أ): النوبيات. الدنِّيات: التي كانت القضاة تلبسها. والنَّوميات: التي تتخذ للنوم. ينظر: شرح العمدة لشيخ الإسلام ١/ ٢٦٦. (٥) ينظر: مسائل ابن هانئ ١/ ١٩. وإسحاق بن إبراهيم: هو إسحاق بن إبراهيم بن هانئ النيسابوري، أبو يعقوب، خدم الإمام أحمد وهو ابن سبع سنين، ونقل عنه مسائل كثيرة، وكان ذا دين، وورع، مات ببغداد سنة ٢٧٥ هـ. ينظر: طبقات الحنابلة ١/ ١٠٨، المقصد الأرشد ١/ ٢٤١. (٦) في (أ): وقدم. (٧) في (و): واختارها. (٨) قال الخلال فيما نقله عنه ابن قدامة في المغني ١/ ٢٢٢: (قد روي عن رجلين من أصحاب رسول الله ﷺ بأسانيد صحاح، ورجال ثقات، فروى الأثرم بإسناده عن عمر، أنه قال: «إن شاء حسر عن رأسه، وإن شاء مسح على قلنسوته وعمامته». وروى بإسناده عن أبي موسى: «أنه خرج من الخلاء، فمسح على القلنسوة»). وأثر أبي موسى: أخرجه ابن أبي شيبة (٢٤٨٥٩)، والبخاري في التاريخ الكبير (١/ ٤٢٨)، وابن المنذر في الأوسط (٤٩٧)، عن أشعث بن أسلم العجلي، عن أبيه: «أن أبا موسى خرج من الخلاء، وعليه قلنسوة، فمسح عليها»، وإسناده صحيح، وأشار ابن معين إلى تصحيحه في تاريخه برواية الدوري ٤/ ١٠٩.