(وَإِنْ حَلَفَ لَيَضْرِبَنَّهُ (٢) مِائَةَ سَوْطٍ، فَجَمَعَهَا فَضَرَبَهُ بِهَا ضَرْبَةً وَاحِدَةً؛ لَمْ يَبَرَّ فِي يَمِينِهِ)، نَصَرَه في «الشَّرح»، واقْتَصَرَ عَلَيهِ السَّامَرِّيُّ وصاحِبُ «الوجيز»، وقدَّمه في «الرِّعاية» و «الفروع»؛ لِأنَّ هذا هو المفْهُومُ في العُرْف؛ ولأنَّ (٣) السوط (٤) هنا آلةٌ أُقِيمَتْ مُقامَ المصْدَر، وانْتَصَبَ انْتِصابَه؛ لِأنَّ مَعْنَى كَلامِه: لَأضْرِبَنَّه مِائَةَ ضَرْبَةٍ بِسَوطٍ، وهذا هو المفْهُومُ في (٥) يمينه والَّذي يَقتَضِيهِ لُغَةً، فلا يبرُّ (٦) بما يُخالِفُ ذلك.
وعَنْهُ: يبرُّ (٧)، اخْتارَهُ (٨) ابنُ حامِدٍ؛ لقولِ أحمدَ في المريض الَّذي عَلَيهِ الحَدُّ:(يُضرَبُ بعِثْكالِ النَّخْل، يَسقُطُ عنه الحَدُّ)(٩)، كحلفه (١٠) لَيَضْرِبَنَّه بمِائةٍ.
وأجاب في «الشَّرح» عن قِصَّةِ أيُّوبَ: بأنَّ هذا الحُكْمُ لو كان عامًّا؛ لمَا
(١) في (ظ): غصبها. (٢) في (ن): ليضربنَّها. (٣) في (ظ): لأن. (٤) في (ن): الشرط. (٥) في (ظ): من. وكتب في هامشها: (لعله: في). (٦) في (م): فلا يبرأ. (٧) في (ظ): يبرأ. (٨) في (ن): واختارها. (٩) ينظر: الروايتين والوجهين ٣/ ٦٠. (١٠) في (ظ): وكحلفه.