(وَمَنْ سَبَقَ إِلَى مُبَاحٍ؛ كَصَيْدٍ، وَعَنْبَرٍ، وَحَطَبٍ، وَثَمَرٍ، وَمَا يَنْبِذُهُ النَّاسُ رَغْبَةً عَنْهُ)؛ كالذي يُنثَرُ من الثَّمر والزَّرع، وما يَنبُع من المياه في المَوات؛ (فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ)؛ لقَوله ﵇: «مَنْ سَبَقَ إلى ما لم (١) يَسبِقْ إلَيهِ مُسلِمٌ؛ فهو له» (٢)، مع قَوله لَمَّا رأى تَمرةً (٣) ساقطةً: «لولا أخْشَى أنْ تكونَ من الصَّدَقَة لَأَكَلْتُها» رواه البخاريُّ (٤).
ويَملِكُه الآخِذُ، مسلِمًا كان أوْ ذِمِّيًّا.
(وَإِنْ سَبَقَ إِلَيْهِ اثْنَانِ؛ قُسِمَ بَيْنَهُمَا)، جَزَمَ به الأدَمِيُّ وصاحب «الوجيز» البغْداديَّانِ؛ لأِنَّهما اسْتَوَيَا في السَّبَبِ، والقِسْمةُ ممكِنَةٌ، وحِذارًا من تأخير الحقِّ.
وهذا إذا ضاق الوقْتُ عن أخْذِهم جملةً، والأشْهَرُ القُرعةُ.
(١) قوله: (لم) سقط من (ق). (٢) سبق تخريجه ٦/ ٣٢٤ حاشية (٦). (٣) في (ظ): ثمرة. (٤) أخرجه البخاري (٢٠٥٥)، ومسلم (١٠٧١)، من حديث أنس ﵁ بلفظ: «لولا أن تكون من الصدقة، لأكلتها»، وعند أحمد (١٢٩١٣)، بلفظ: «لولا أني أخشى أنها من الصدقة لأكلتها». (٥) في (ح): الاصطياد.