القِيامةِ بِحَسَناتٍ أمْثالَ الجِبالِ، ويَأْتِي وقد ظَلَمَ هذا، وأخَذَ من عِرْض هذا، فيأْخُذ هذا من حَسَناته، وهذا من حسناته، فإن بَقِيَ عليه شَيءٌ أُخِذَ من سيِّئاتهم فرُدَّ عليه، ثمَّ طُرِحَ في النَّار» رواه مسلمٌ بمعناه (١)، فقولُهم ذلك إخْبارٌ عن حقيقة المفلِس؛ لأِنَّه عُرْفُهم ولُغَتُهم.
وقولُه:«لَيْسَ ذلك المفلِسَ» تجوُّز (٢) لم يُرِدْ به نفي (٣) الحقيقة، بل أراد فَلَسَ الآخرة؛ لأِنَّه أشدُّ وأعْظَمُ، حتَّى إنَّ فَلَسَ الدُّنيا عنده بمنزلة الغِنَى، ومنه قولهم: أفْلَس بالحُجَّة؛ إذا عَدِمَها.
وقيل: هو مِنْ قولهم: تَمرٌ (٤) مُفْلِسٌ؛ إذا خرج منه نَواه، فهو خروج الإنسان من ماله.
فحجر الفلس (٥): مَنْعُ حاكِمٍ مَنْ عليه دَينٌ حالٌّ يَعجِز عنه مالُه الموجودُ من التَّصرُّف فيه.
والمفلِس: مَنْ لا مال له، ولا ما يَدفع به حاجته، وعند الفقهاء: مَنْ دَينُه أكثرُ من ماله.