وهم ضربان (٢): كُفَّارٌ ومُسلِمون، والكُفَّارُ علَى ضَرْبَيْنِ:
أحدهما:(مِمَّنْ يُرْجَى إِسْلَامُهُ)، فيُعطَى منها لتَقْوَى نيته (٣) في الإسلام، وتَمِيلَ نفسُه إليه فيُسلِمَ؛ لأنَّه ﵇ أعطَى صَفْوانَ بنَ أُمَيَّةَ يومَ فَتْح مكَّة الأَمان، واستصبره أربعةَ أشهر ليَنظُر في أمره، وخرج معه إلى حُنَيْنٍ، فلمَّا أعطى النَّبيُّ ﷺ العطايا قال صفوانُ: ما لِي؟ فأشار إلى وادٍ فيه إبِلٌ مُحمَّلةٌ، فقال: «هذا (٤) لك»، فقال صفوان: هذا عطاءُ من لا يَخشَى الفقرَ (٥).
(١) سيأتي تخريجه قريبًا. (٢) في (ز) و (و): حزبان. (٣) في (د) و (و): بينة. (٤) في (د) و (ز) و (و): هو. (٥) لم نقف عليه بهذا اللفظ، وقد أخرج نحوه مسلم (٢٣١٢)، عن أنسٍ ﵁: أن رجلاً سأل النبي ﷺ غنمًا بين جبلين، فأعطاه إياه، فأتى قومه فقال: «أي قوم أسلموا، فوالله إن محمدًا ليعطي عطاء ما يخاف الفقر». وأخرجه أيضًا مسلم (٢٣١٣)، عن ابن شهاب، قال: «غزا رسول الله ﷺ غزوة الفتح، فتح مكة، ثم خرج رسول الله ﷺ بمن معه من المسلمين، فاقتتلوا بحنين، فنصر الله دينه والمسلمين، وأعطى رسول الله ﷺ يومئذ صفوان بن أمية مائة من النعم ثم مائة ثم مائة».