للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثُمَّ إنَّ مما يؤكد نسبة هذه التعليقة إلى إلكيا الهراسي: النُّصوص والآراء المنقولة من هذه التعليقة، ويمكن تقسيمها إلى قسمين:

القسم الأول: النصوص المنقولة باللفظ أو بالمعنى، وهي كما يلي:

١ - قال السيوطي (ت ٩١١ هـ): «قال إلكيا الهراسي في تعليقه في الأصول: اعلم أن الذي استقر عليه آراء أهل السنة قاطبةً أنه لا مدرك للأحكام سوى الشرع المنقول، ولا يتلقى حكم من قضيات العقول. فأما من عدا أهل الحق من طبقات الخلق - كالرافضة، والكرامية، والمعتزلة، وغيرهم ـ؛ فإنهم ذهبوا إلى أن الأحكام منقسمة، فمنها: ما يتلقى من الشرع المنقول، ومنها: ما يتلقى من قضيات العقول» (١)، وهذا النص بعينه موجود في التعليقة التي بين أيدينا (٢).

٢ - وقال السيوطي أيضًا: «قال إلكيا الهراسي في تعليقه الذي استقر عليه آراء المحققين من الأصوليين: أن اللغة لا تثبت قياسا، ولا يجري القياس فيها. وقال كثير من الفقهاء: القياس يجري في اللغة وعزي هذا إلى الشافعي ولم يدل عليه نصه، إنما دلت عليه مسائله … » (٣). وهذا النص كذلك موجود في كتابنا (٤).

٣ - قال الزركشي في مسألة: «تردُّد الشيخ في رواية الحديث» (٥): «واعلم أن الخلاف هكذا ليس منصوصاً عن الشافعي وأبي حنيفة؛ هكذا قال إلكيا


(١) انظر: «مسلك الحنفا ضمن الحاوي للفتاوى» (٢/ ٢٤٨).
(٢) انظر: (ص ٧٣).
(٣) «المزهر في علوم اللغة» (١/٤٩).
(٤) انظر: (ص ١٠٣).
(٥) «سلاسل الذهب» (٣٢٣ - ٣٢٤).

<<  <   >  >>