اعلم أَنَّ النَّاس اختلفوا في العموم؛ هل يوجد في المعاني أو يختص بالألفاظ؟
* فقال قوم: إنَّه يوجد في المعاني، واستدلُّوا على ذلك بقولهم:«شملهم العطاء»، و «شملهم الإحسان»، و «عمَّهم العطاء والإحسان».
* وقال آخرون (٢): إنَّه يختص بالألفاظ فقط، ولا يقع العموم [في المعاني]؛ لأنَّ المعنى الواحد لا يشمل الكُلَّ؛ فإنَّ اللذة التي حصلت لزيد غير اللذة التي حصلت لعمرو.
مسألة في صيغة العموم (٣)
اعلم أنَّ النَّاس مختلفون في أنَّه هل للعموم صيغةٌ أو لا؟
* (فحكي عن بعضهم: أنَّه ليس للعموم صيغةٌ.
* وقال [آخرون]: له صيغة) (٤).
(١) انظر: «المعتمد» (١/ ٢٠٣)، «المنخول» (ص ١٤٧)، «الوصول» (١/ ٢٠٢). (٢) كذا في المخطوط اكتفى بحكاية القولين، ونقل الزركشي في «البحر المحيط» (٣/١١) تصحيح إلكيا لهذا القول، حيث قال ما نصه: (وقال إلكيا الهراسي في تعليقه: الصحيح أنه لا يقع حقيقةً إلا على الألفاظ؛ لأنَّ المعنى الواحد لا يشمل الكُلَّ؛ فإنَّ اللَّذة التي حصلت لزيد غير التي حصلت لعمرو). (٣) انظر: «البرهان» (١/ ٢٢١)، «المنخول» (ص ١٣٨)، «الوصول» (١/ ٢٠٥). (٤) كذا جاء في المخطوط، وفيه تكرار؛ حيث إنه أعاد نفس القولين بشيء من التفصيل، ولعل طبيعة مثل هذا التأليف يحتمل ذلك.