للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَصْلٌ (١)

الخبر إذا اشتمل على أحكام كثيرة؛ هل يجوز أن ينقل بعض الأحكام ويترك البعض أم لا؟ اختلفوا في ذلك:

• فقال قومٌ: يتعين نقل جميع الخبر.

• وقال آخرون: يجوز نقل بعض الحديث دون بعض.

• وهذا يستدعي تفصيلاً؛ وهو:

- إن كان ما أغفله يتصل بما نقله - ويرتبط به ارتباطاً لو فُصِلَ عنه بطل مقصوده ـ، لم نجوّز نقل بعضه وترك بعضه.

- وإن كان مشتملاً على أحكام شتَّى ينفصل بعضها عن بعض: جاز ذلك (٢).

ولهذا مثال: وهو ما روي (٣) عن ابن مسعود أنه قال: كنتُ مع رسول الله


= الإجماع على ألا يكون من باب المتشابه - كأحاديث الصفات -؛ أما هي فلا يجوز نقلها بالمعنى». «البحر المحيط» (٤/ ٣٥٧).
- جواز نقل الحديث بالمعنى إذا كانت الألفاظ لا مجال للتأويل فيها؛ وإن كان للتأويل فيها مجال: لم يجز إلا أداء اللفظ. «البحر المحيط» (٤/ ٣٥٨).
- نُقل عنه الخلاف في حكم رواية الحديث بالمعنى في الأحاديث التي هي منه جوامع الكلم، مثل: «الخراج بالضمان»، «العجماء جبار». «البحر المحيط» (٤/ ٣٦٠).
(١) انظر: «البرهان» (١/ ٤٢٢)، «المنخول» (ص ٢٨٠).
(٢) قال الشوكاني أثناء سرد الأقوال في المسألة: «وسادسها: التفصيل بين أن يكون المحذوف حكماً متميزاً عما قبله - والسامع فقيه عالم بوجه التميز: فيجوز الحذف؛ وإلا لم يجز. قال إلكيا الطبري:
وهذا التفصيل هو المختار». «إرشاد الفحول» (١/ ١٦٠).
(٣) قوله: (ما روي) مطموس في المخطوط بأثر الرطوبة، والمثبت هو الموافق للسياق.

<<  <   >  >>