أما حفيده، فهو: أبو الفتوح يحيى بن عبد الملك، ولد سنة ٥٤٢ هـ، سمع من أبيه، ومن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، حدث ببغداد ودمشق. ذكر المنذري (ت ٦٥٦ هـ) في «التكملة»(١)«أنه لقيه في دمشق وسمع منه». تولّى يحيى ديوان الأوقاف بدمشق، وكان ناهضاً أميناً، وله شعر. توفي سنة ٦١٤ هـ.
هذا ما وقفنا عليه من أخبار أسرته، ويبقى هنا أمر، وهو أن كنية إلكيا: أبو الحسن، ولا نعلم: هل له ابن اسمه الحسن، أو أن التكنية كانت لأجل أن اسمه علي، فكني به كما اشتهر من تكنية الصغار بأسماء الأئمة والقدوات من المسلمين.
[٤ - شيوخه وأساتذته]
لم نقف فيما بين أيدينا من المصادر إلا على شيوخ ثلاثة ممن أخذ عنهم إلكيا، فقد تتلمذ لأبي المعالي الجويني، وصحبه وبه تخرّج ــ كما سبق ــ. وهو أعظم شيوخه وأكثرهم تأثيرًا عليه، سواء في علم الكلام أو الأصول أو الخلاف، وهو يُكثر من ذكره والنقل عنه، ومع ذلك فلم يكن تابعا له مقلدا إياه، بل كان يصرّح بمخالفته في أكثر من مسألة (٢).
وسمع من الفقيه أبي علي النيسابوري الحسن بن محمد الصفار (ت ٤٧٥ هـ)(٣)، وأبي الفضل زيد بن صالح الطبري الأملي الحنفي (٤).
(١) (٢/ ٤١٤). (٢) انظر مثلا: التعليقة الكلامية (ق/ ٤/ ظ). (٣) ترجمته في «تاريخ الإسلام» (١٠/ ٣٧٧). (٤) لم نجد له ترجمة. قال الذهبي في ترجمة إلكيا: «حدث عن زيد بن صالح الآملي، وجماعة». «السير» (١٩/ ٣٥١). وجاء ذكره عابرا أثناء رواية إلكيا عنه في: «المنتظم» (١٤/ ٣٧٦).