وقوله سبحانه: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى ... الآية: قال ابن عُمَرَ وغيره:
نزلَتِ الآية في طائفةٍ من العرب، كانت تجيء إِلى الحج بلا زادٍ، ويبقون عالة على النَّاس، فأمروا بالتزوُّد «١» ، وقال بعض النَّاس: المعنى: تزوَّدوا الرفيقَ الصالحَ، وهذا تخصيصٌ ضعيفٌ، والأولى في معنى الآية: وتزوَّدوا لمعادِكُمْ من الأعمال الصالحة، قُلْتُ: وهذا التأويلُ هو الذي صَدَّر به الفخْرُ «٢» وهو الظاهرُ، وفي قوله: فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى حضّ على التقوى.
وقوله تعالى: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ ... الآية: الجُنَاحُ: أعم من الإثم لأنه فيما
- حديث (١٠٠٠٨) ، وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (٢٧٦) ، والطبراني في «الصغير» (٢/ ١٤٨) ، وأبو نعيم في «ذكر أخبار أصبهان» (٢/ ٣٤٥) ، كلهم من طريق الأحوص بن جواب، ثنا سعيد بن الخمس، ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عن أبي عثمانَ النهدي، عن أسامة بن زيد مرفوعا. وقال الترمذي: هذا حديث حسن جيد غريب، لا نعرفه من حديث أسامة بن زيد، إلا من هذا الوجه. اهـ. وصححه ابن حبان برقم (٣٤١٣) . وقال الترمذي أيضا: وقد روي عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلم بمثله، وسألت محمدا فلم يعرفه اهـ. قلت: والحديث الذي أشار إليه الترمذي: أخرجه ابن أبي شيبة (٩/ ٧٠) ، والبزار (٢/ ٣٩٧- كشف) رقم (١٩٤٤) ، والطبراني في «الصغير» (٢/ ١٤٩) ، كلهم من طريق موسى بن عبيدة الربذي، عن محمد بن ثابت، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: «إذا قال الرجل لأخيه: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ» . قال البزار: ومحمد بن ثابت لا نعلم روى عنه إلا موسى بن عبيدة، ولا روى عن أبي هريرة هذا الحديث غيره. والحديث ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٤/ ١٥٣) ، وقال: رواه البزار، وفيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيف. (١) أخرجه الطبري في (٢/ ٢٩٠) رقم (٣٧٣٢) ، وذكره البغوي في «معالم التنزيل» (١/ ١٧٣) ، وابن عطية في «المحرر الوجيز» (١/ ٢٧٣) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (١/ ٣٩٨) ، وعزاه إلى ابن جرير، وابن مردويه، عن ابن عمر. (٢) ينظر: «التفسير الكبير» (٥/ ١٤٣) .