قال ع «١» : وهذه من أبي علي نزعةٌ اعتزالية [فتأملها]«٢» ، والضمير في لَنَحْشُرَنَّهُمْ عائدٌ على الكفَّارِ القائلين ما تقدم، ثم أَخبر تعالى: أنه يقرن بهم الشياطين المغوين لهم، وجِثِيًّا جمعُ جَاثٍ، فأخبر سبحانه: أَنه يحضر هؤلاءِ المنكرين البعث مع ٥ ب الشياطين [المغوِينَ]«٣» ، فيجثُون/ حول جهنَّم وهو «٤» قعودُ الخائف الذَّلِيل على رُكْبتيْهِ كالأَسِير، ونحوهِ.
قال أَبو الأحوص: المعنى: نبدأ بالأكابر «٦» جرما «٧» ، وأيّ: هنا بُنِيَتْ لمَّا حُذِف الضميرُ العَائِدُ عليها مِنْ صَدْر صِلَتها، وكان التقدِيْرُ: أَيَّهم هو أشَدُّ، وصِلِيًّا: مصدر صلي يصلى إذا باشره.
وقوله عزَّ وجل: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها قسم، والواو تقتضيه، ويفسّره قوله صلى الله عليه وسلّم:«مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَوْلاَدٍ، لَمْ تَمَسَّهُ النّار إلّا تحلّة القسم»«٨» . وقرأ ابن
(١) ينظر: «المحرر الوجيز» (٤/ ٣٠) . (٢) سقط في ج. (٣) سقط في ب، ج. (٤) في ج: ويعني. (٥) أخرجه الطبريّ (٨/ ٣٧٠) رقم (٢٣٨٧٢) ، وذكره ابن عطية (٤/ ٢٦) . (٦) في ح: بالأكابر فالأكابر. (٧) أخرجه الطبريّ (٧/ ٣٦٣) برقم (٢٣٨٢٧) ، وذكره ابن عطية (٤/ ٢٦) ، وابن كثير (٣/ ١٣١) ، والسيوطي (٤/ ٥٠٤) وعزاه لهناد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي الأحوص. (٨) أخرجه البخاري (٣/ ١٤٢) كتاب الجنائز: باب فضل من مات له ولد فاحتسبه، حديث (١٢٥١) ، ومسلم (٤/ ٢٠٢٨) كتاب البر والصلة: باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه، حديث (١٥٠/ ٢٦٣٢) ، والترمذي (٣/ ٣٦٥) كتاب الجنائز: باب ما جاء في ثواب من قدم ولدا، حديث (١٠٦٠) ، والنسائي (٤/ ٢٥) كتاب الجنائز: باب من يتوفى له ثلاثة، حديث (١٨٧٥) ، وابن ماجه (١/ ٥١٢) كتاب الجنائز: باب ما جاء في ثواب من أصيب بولده، حديث (١٦٠٣) ، وأحمد (٢/ ٢٣٩- ٢٤٠) ، والحميدي (٢/-[.....]