الأَعْرَابِ، وهي عامَّة في الأُمة إلى يَوْمِ القِيَامَةِ «١» . قال أبو عثمان: ما في القرآن آيةٌ أرجى عندي لهذه الأمة منْها «٢» . وقال مجاهد: بَلْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في أبي لُبَابَةَ الأنصاريِّ خاصَّةً في شأنه مع بني قُرَيْظَةَ لَمَّا أَشَارَ لَهُمْ إلى حَلْقِهِ، ثُمَّ نَدِمَ وَرَبَطَ نفسه في ساريَةٍ من سَوَارِي المَسْجِد «٣» ، وقالتْ فرقة عظيمةٌ: بل نزلَتْ هذه الآيةُ في شَأن المخلَّفين عن غزوة تَبُوك.
ت: وخَرَّجَ «البخاريُّ» بسنده عن سَمُرة بن جندب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
وقوله تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً ... الآية: رُوي أن الجماعة التائبة لَمَّا تِيبَ عليهَا، قالوا: يا رسُولَ اللَّه إِنَّا نُرِيدُ أن نتصدَّق بأموالنا زيادةً في تَوْبَتِنا، فقال لهم صلّى الله عليه وسلّم:«إِنِّي لاَ أَعْرِضُ لأَمْوَالِكُمْ إِلاَّ بَأَمْرٍ مِنَ اللَّهِ»«٥» ، فَتَرَكَهُمْ حَتَّى نَزَلَتْ هذه الآية، فَهُمُ المراد بها، فروي أنه صلّى الله عليه وسلّم أخذ ثلث أموالِهِمْ، مراعاةً لقوله تعالى: مِنْ أَمْوالِهِمْ،
(١) أخرجه الطبري (٦/ ٤٦٢) برقم: (١٧١٦٥) بنحوه، وذكره ابن عطية (٣/ ٧٧) . (٢) أخرجه الطبري (٦/ ٤٦٢) برقم: (١٧١٦٦) ، وذكره ابن عطية (٣/ ٧٧) . (٣) أخرجه الطبري (٦/ ٤٦١) برقم: (١٧١٥٦، ١٧١٥٧، ١٧١٥٩) ، وذكره ابن عطية (٣/ ٧٧) ، وابن كثير (٢/ ٣٨٥) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٣/ ٤٨٨) ، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي. (٤) أخرجه البخاري (٨/ ١٩٢) كتاب «التفسير» باب: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ، حديث (٤٦٧٤) ، ومسلم (٤/ ١٧٨١) كتاب «الرؤيا» باب: رؤيا النبي صلّى الله عليه وسلّم، حديث (٢٣/ ٢٢٧٥) ، والترمذي (٤/ ٥٤٣) كتاب «الرؤيا» باب: ما جاء في رؤيا النبي صلّى الله عليه وسلّم الميزان والدلو، حديث (٢٢٩٤) ، وأحمد (٥/ ٨، ٩، ١٤) ، وابن حبان (٢/ ٤٢٧، ٤٣١) برقم: (٦٥٥) ، والطبراني في «الكبير» (٦٩٨٦، ٦٩٨٧، ٦٩٨٨، ٦٩٨٩) ، والبيهقي (٢/ ١٨٧- ١٨٨) ، والبغوي في «شرح السنة» (٤/ ٢٣٧ بتحقيقنا) كلهم من طريق أبي رجاء العطاردي عن سمرة بن جندب به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. (٥) ينظر: حديث توبة كعب بن مالك، وأصحابه، وقد تقدم تخريجه.