ففي الصحيح، بأن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال في هذه الغزوة بعينها:«إِنَّ بِالمَدِينَةِ قَوْماً مَا سَلَكْتُمْ وَادِياً وَلاَ قَطَعْتُمْ شِعْباً إلّا وهم معكم حبسهم العذر»«١» انتهى.
عمومٌ في اللفظ، والمراد به في المَعنَى الجمهورُ والأكْثَرُ، وتجيءُ هذه الآية مبيِّنة لذلك.
وقالتْ فرقةٌ: هذه الآية ناسِخَةٌ لكُلِّ ما ورد من إِلزام الكافَّة النَّفير والقِتَال، وقال ابنُ عبَّاس ما معناه: أَنَّ هذه الآية مختصَّة بالبعوثِ والسَّرايا «٣» والآية المتقدِّمة ثابتةُ الحُكْم مع خروج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الغَزْو، وقَالَتْ فرقةٌ: يشبه أنْ يكون التفقّه في الغزو وفي
(١) أخرجه مسلم (٣/ ١٥١٨) كتاب «الإمارة» باب: ثواب من حبسه عن الغزو مرض أو عذر، حديث (١٥٩/ ١٩١١) ، وابن ماجه (٢/ ٩٢٣) كتاب «الجهاد» ، باب: من حبسه العذر عن الجهاد حديث (٢٧٦٥) ، وأحمد (٣/ ٣٠٠) وأبو يعلى (٤/ ١٩٣) رقم (٢٢٩١) كلهم من طريق الأعمش عن أبي سفيان، عن جابر مرفوعا. وله شاهد من حديث أنس بن مالك. أخرجه البخاري (٧/ ٧٣٢) كتاب «المغازي» باب: نزول النبي صلّى الله عليه وسلّم الحجر، حديث (٤٤٢٣) ، ومسلم (٣/ ١٥١٨) كتاب «الإمارة» باب: ثواب من حبسه عن الغزو مرض، حديث (٥٩/ ١٩١١) ، وأحمد (٣/ ١٠٣) ، وابن ماجه (٢/ ٩٢٣) ، كتاب «الجهاد» ، باب: من حبسه العذر عن الجهاد حديث (٢٧٦٤) ، وأبو يعلى (٦/ ٤٥٠- ٤٥١) رقم: (٣٨٣٩) ، والبغوي في «شرح السنة» (٥/ ٥٢٤- بتحقيقنا) . [.....] (٢) ينظر: «المحرر الوجيز» (٣/ ٩٦) . (٣) أخرجه الطبري (٦/ ٥١٤) برقم: (١٧٤٨٥) نحوه، وذكره ابن عطية (٣/ ٩٦- ٩٧) ، والبغوي في «تفسيره» (٢/ ٣٣٩) نحوه، والسيوطي في «الدر المنثور» (٣/ ٥٢١) نحوه، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في «المدخل» .