تعالى: غافرُ الذَّنْبِ فَضْلاً، وقابِلُ التَّوْبِ وَعْداً، شَدِيدُ العقابِ عَدْلاً، لا إلَهَ إلاَّ هو إليه المصيرُ فَرْداً، وقال ابن عبَّاس: الطَّولُ: السَّعَةُ، والغِنى «١» ، وتقلب الذين كفروا في البلاد:
وقوله سبحانه:«وكذلك حَقَّتْ كلمات رَبِّكَ عَلَى الذين كَفَرُواْ» الآية، في مصحفِ ابن مسعودٍ «وَكَذَلِكَ سَبَقَتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ»«٣» والمعنى: وَكَمَا أَخَذَتْ أولئك المَذْكُورِينَ فَأَهْلَكَتْهُمْ، فكذلك حَقَّتْ كلماتي على جميعِ الكُفَّارِ، مَنْ تَقَدَّمَ منْهُمْ ومَنْ تَأَخَّرَ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّار.
وقوله تعالى: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ... الآية، أَخْبَرَ اللَّهُ سبحانَهُ بِخَبَرٍ يتضمَّنُ تَشْرِيفَ المؤمنِينَ، ويُعظِّمُ الرَّجاءَ لهم، وهو أنَّ الملائِكَةَ الحَامِلِينَ لِلْعَرْشِ والذينَ/ حَوْلَ العَرْشِ وهؤلاءِ أفضلُ الملائِكَةِ يستغْفِرُونَ للمؤمنين، ويسألون اللَّهَ لَهُمُ الرَّحْمَةَ والجَنَّةَ وهذا معنى قوله تعالى في غير هذه الآية، كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلًا [الفرقان: ١٦] أي سأَلَتْهُ الملائكةُ، قال ع «٤» : وفَسَّرَ
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١١/ ٣٩) برقم: (٣٠٢٧١) ، وذكره البغوي في «تفسيره» (٤/ ٩٠) ، وابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٥٤٦) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤/ ٧٠) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥/ ٦٤٥) ، وعزاه لابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في «الأسماء والصفات» . (٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١١/ ٤٠) برقم: (٣٠٢٧٧) ، وذكره البغوي في «تفسيره» (٤/ ٩١) عن ابن عبّاس، وابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٥٤٧) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥/ ٦٤٦) ، وعزاه لعبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة. (٣) ينظر: «المحرر الوجيز» (٤/ ٥٤٧) ، و «البحر المحيط» (٧/ ٤٣٢) . (٤) ينظر: «المحرر الوجيز» (٥٤٧) . [.....]