تقدّم تفسير الضُّحى بأنه: سُطُوع الضوءِ وعِظَمُه، وقال قتادة: الضُّحى هنا النهار كلّه «١» وسَجى معناه سَكَنَ واستقَرَّ لَيْلاً تامًّا، وقيل: معناه أقْبَلَ، وقِيلَ: معناه أدْبَرَ، والأولُ أصحُّ، وعليه شواهِدُ، وقال البخاريُّ: قال مجاهد: إِذا سَجى اسْتَوَى «٢» ، وقال غيره: أظلمَ وسكنَ، انتهى،، وقرأ الجمهور: مَا وَدَّعَكَ- بشدِ الدالِ- من التَّوْدِيع وقُرِىءَ «٣» بالتخفيفِ بمعنى: ما تَرَكَكَ، وقال البخاريُّ: مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ بالتشديدِ والتخفيفِ: ما تَرَكَكَ، انتهى.
وقَلى أبْغَضَ، نزلتْ بسببِ إبطَاءِ الوَحْي مدَّة وَلَلْآخِرَةُ يعني: الدارَ الآخِرَةَ خيرُ لَكَ من الدنيا، وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى قيل: هي أرْجَى آية في القرآن لأنّه صلّى الله عليه وسلّم لا يرضى، وواحدٌ من أمتهِ في النارِ، ورُوِي أنه- عليه الصلاةُ والسلام- قال لما نَزَلَتْ:«إِذنْ لاَ أرضى، وأَحدٌ مِنْ أُمَّتِي في النَّارِ» قال عِيَاضٌ: وهذه آيةٌ جامعةٌ لوجوه الكرامة وأنواع
(١) أخرجه الطبري (١٢/ ٦٢١) ، (٣٧٤٩٢) ، وذكره البغوي (٤/ ٤٩٨) ، وابن عطية (٥/ ٤٩٣) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦/ ٦٠٩) ، وعزاه لعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه. (٢) أخرجه الطبري (١٢/ ٦٢٢) ، (٣٧٤٩٦) ، وذكره البغوي (٤/ ٤٩٨) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦/ ٦٠٩) ، (٦/ ٦٠٩) وعزاه للفريابي وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه. (٣) حكيت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وكذلك عروة بن الزبير. ينظر: «الشواذ» ص: (١٧٥) ، و «المحتسب» (٢/ ٣٦٤) ، و «الكشاف» (٤/ ٧٦٥) ، و «المحرر الوجيز» (٥/ ٤٩٣) ، و «البحر المحيط» (٨/ ٤٨٠) ، و «الدر المصون» (٦/ ٥٣٧) .