وقوله سبحانه: قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ... الآية: الخطابُ للمؤمنين، والمعنى: لا يذهب بكُمْ أنْ ظَهَرَ الكُفَّار المكذِّبون عليكم بِأُحُدٍ، فإن العاقبة للمتَّقين، وقديماً ما أدال اللَّه المُكَذِّبين على المؤمنين، ولكن انظروا كيْفَ هلَك المكذِّبون بَعْدَ ذلك، فكذلك تكُونُ عاقبةُ هؤلاءِ، وقال النَّقَّاش: الخِطَابُ ب قَدْ خَلَتْ للكُفَّار.
قال ع «٣» : وذلك قَلِقٌ، وخَلَتْ: معناه: مضَتْ، والسُّنَن: الطرائِقُ.
وقال ابنُ زَيْد: سُنَنَ: معناه: أمثال «٤» ، وهذا تفسيرٌ لا يخُصُّ اللفظة، وقوله:
فَانْظُروا هو عند الجمهورِ مِنْ نظر العين، وقال قوم: هو بالفكر.
- وإنما رواه أبو المثنى عن المقبري، واختلف عن المقبري فيه، فقال مسلم بن عمرو الحذاء: عن ابن نافع عن ابن المثنى سليمان بن يزيد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن علي عن أبي بكر. وأحسنها إسنادا وأصحها ما رواه الثوري ومسعر ومن تابعهما عن عثمان بن المغيرة. (١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٣/ ٤٤٢) برقم (٧٨٦٣) ، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (١/ ٥١١) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٢/ ١٣٩) ، وعزاه لابن جرير، وابن أبي حاتم. (٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٣/ ٤٤٣) برقم (٧٨٦٤) ، وذكره ابن عطية في «المحرر الوجيز» (١/ ٥١١) . [.....] (٣) ينظر: «المحرر الوجيز» (١/ ٥١١) . (٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٣/ ٤٤٤) برقم (٧٨٧١) ، وذكره ابن عطية (١/ ٥١٢) .