قوله سبحانه: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ هذه كلُّها أوصَافُ يومِ القيامةِ، وتكويرُ الشمسِ هو أن تُدَارَ كما يُدَارُ كَوْرُ العمامةِ ويُذْهَبُ بها إلى حيثُ شَاءَ اللَّه- تعالى-، وعبَّر المفسرونَ عن ذلك بعباراتٍ فمنهم مَنْ قال: ذهب نورُها قاله قتادة «١» ، ومنهم من قال:
رُمِي بها قاله الربيع بن خثيم «٢» وغير ذلك مما هو أسماءٌ توابعُ لتكْويرهِا،، وانْكِدَارُ النجومِ هو انْقِضَاضُها وهبوطُها من مواضِعها، وقال ابن عباس: انكدرتْ: تغيَّرَتْ من قولهم مَاءٌ كَدِرٌ «٣» والْعِشارُ: جمع عُشَرَاءَ وهي الناقة التي قَدْ مَرَّ لحملِها عَشَرَةُ أشهرٍ، وهي أنْفَسُ مَا عِنْدَ العرب، وإنما تعطّل عند أشدّ الأهوال.
وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ قال أُبَيُّ بن كعب وابن عباس وغيرهما: / معناه أُضْرِمَتْ ناراً، كما يُسْجَرَ التَّنُّورُ «٤» ، ويحتملُ أنْ يكونَ المعنى مُلِكَتْ وقيّدت، فتكون اللفظة مأخوذة
(١) أخرجه الطبري (١٢/ ٤٥٧) (٣٦٤٠٢) ، وذكره البغوي (٤/ ٤٥١) ، وابن عطية (٥/ ٤٤١) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤/ ٤٧٥) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦/ ٥٢٦) ، وعزاه لعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه. (٢) أخرجه الطبري (١٢/ ٤٥٧) (٣٦٤١٠) ، وذكره ابن عطية (٥/ ٤٤١) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤/ ٤٧٥) . (٣) أخرجه الطبري (١٢/ ٤٥٨) (٣٦٤١٧) ، وذكره ابن عطية (٥/ ٤٤١) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤/ ٤٧٥) . (٤) أخرجه الطبري (١٢/ ٤٦٠) ، عن أبي بن كعب، برقم: (٣٦٤٣٢) وعن ابن عبّاس برقم: (٣٦٤٣٤) ، وذكره البغوي (٤/ ٤٥١) ، وابن عطية (٥/ ٤٤٢) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤/ ٤٧٦) بنحوه.