ت: هذا الحديث خَرَّجه مسلم في «صحيحه» ، قال صاحب «المُفْهِمِ» : جوابه صلّى الله عليه وسلّم من جوامع الكَلِم، وكأَنَّهُ مُنْتَزَعٌ من قول اللَّه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ... الآية، وتلخيصه: اعْتَدَلُوا على طاعته قولاً وفعلاً وعقداً، انتهى من «شرح الأربعين حديثاً» لاِبْنِ الفَاكِهَانِيِّ، قال ع «٢» : واخْتَلَفَ النَّاسُ في مقتضى قوله: ثُمَّ اسْتَقامُوا فذهب الحَسَنُ وجماعةٌ إلى أَنَّ معناه: استقاموا بالطاعاتِ واجتناب المعاصِي، وتلا عُمَرُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- هذه الآيةُ على المِنْبَرِ، ثم قال: استقاموا- واللَّهِ- بطاعتهِ، ولم يروغوا روِغانَ الثَّعَالِبِ، قال ع «٣» : فذهب- رحمه اللَّه- إلى حَمْلِ الناس على الأَتَمِّ الأفْضَلِ، وإلاَّ فيلزم على هذا التأويل من دليل الخطاب أَلاَّ تتنزل الملائكةُ عِنْدَ الموت على غير مستقيمٍ على الطاعَةِ، وذهب أبو بكْرٍ- رضي اللَّه عنه- وجماعةٌ معه إلى أَنَّ المعنى:
ثم: استقاموا على قولهم: رَبُّنَا اللَّهُ، فلم يختلَّ توحيدُهُمْ، ولا اضطرب إيمانهم، قال ع «٤» : وفي الحديث الصحيح: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ: لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّه، دخل الجنّة»«٥»
(١) أخرجه مسلم (١/ ٢٢٢) - الأبي كتاب «الإيمان» باب: جامع أوصاف الإسلام (٦٢/ ٣٨) ، والترمذي (٤/ ٦٠٧) كتاب «الزهد» باب: ما جاء في حفظ اللسان (٢٤١٠) ، وابن ماجه (٢/ ١٣١٤) كتاب «الفتن» باب: كف اللسان في الفتنة (٣٩٧٢) ، والدارمي (٢/ ٢٩٨) كتاب «الرقاق» باب: في حفظ اللسان، وابن حبان (٨/ ٢٣٧) - الموارد (٢٥٤٣) ، وأخرجه الحاكم (٤/ ٣١٣) ، والطبراني (٧/ ٧٨) (٦٣٩٦) ، وأبو نعيم في «الحلية» (١/ ٦٥) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٩/ ٢٣٤) (٤٨٧٧) . وأخرجه ابن حبان (٣/ ٢٢١- ٢٢٢) كتاب «الرقائق» باب الأدعية: ذكر ما يجب على المرء من سؤال الباري تعالى الثبات والاستقامة على ما يقربه إليه بفضل الله علينا بذلك (٩٤٢) ، بلفظ: «قل آمنت بالله ... » الحديث، وأحمد (٣/ ٤١٣) . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن سفيان بن عبد الله الثقفي. (٢) ينظر: «المحرر الوجيز» (٥/ ١٤) . (٣) ينظر: «المحرر الوجيز» (٥/ ١٤) . (٤) ينظر: «المحرر الوجيز» (٥/ ١٤) . (٥) أخرجه الحاكم في «المستدرك» (١/ ٣٥١، ٥٠٠) ، وأبو داود (٢/ ٢٠٧) كتاب «الجنائز» باب: في التلقين برقم: (٣١١٦) ، وأحمد (٥/ ٢٣٣، ٢٤٧) من حديث معاذ بن جبل. -