وَالرُّجْزَ يعني الأصْنَام والأَوثَانَ، وقال ابن عباس: الرُّجْزُ السَّخَط «١» يعني: اهْجُرْ ما يؤدي إليه ويوجبُه، واخْتُلِفَ في معنى قولهِ تعالى: وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ فقالَ ابن عباس وجماعة: معناه لاَ تَعْطِ عَطَاءً لِتُعْطَى أكْثَرَ منه «٢» ، فكأَنه من قولهم: مَنَّ إذَا أَعْطَى، قال الضحاك: وهذا خاصّ بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومُبَاحٌ لأُمَّتِه، لكنْ لاَ أجْرَ لهم فيه «٣» ، وقال الحسن بن أبي الحسن: معناه ولاَ تَمْنُنْ على اللَّهِ بِجِدِّكَ، تَسْتَكْثِرْ أعْمَالَك، ويَقَعْ لَكَ بها إعْجَابٌ «٤» ، قال ع «٥» : وهَذَا مِنَ المنِّ الذي هو تعديدُ اليَدِ وذكرُها، وقال مجاهد: معناه ولاَ تَضْعُفْ تَسْتَكْثِرْ مَا حَمَّلْنَاك من أعباء الرسالةِ، وتستكثرْ مِنَ الخَيْرِ وهَذَا من قولهم حبل منين أي: ضعيف «٦» .
وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ أي لوجهِ ربِّكَ وطَلَبِ رضَاهُ فاصْبِرْ على أذَى الكفارِ، وعلى العبادةِ وَعَنِ الشَّهَوَاتِ وعَلَى تَكَالِيفِ النُّبُوَّةِ، قال ابن زيدٍ: وعَلَى حَرْبِ الأَحْمَرِ، والأَسْوَدِ «٧» ، ولَقَدْ حُمِّلَ أمْراً عظيما صلّى الله عليه وسلّم، والنَّاقُورُ: الذي يُنْفَخُ فيه، وهو الصُّور قاله ابن عبّاس
(١) أخرجه الطبري (١٢/ ٣٠٠) ، رقم: (٣٥٣٣٨) ، وذكره ابن عطية (٥/ ٣٩٣) . (٢) أخرجه الطبري (١٢/ ٣٠١) ، رقم: (٣٥٣٤٦) عن ابن عبّاس، وغيره رقم: (٣٥٣٤٧) ، (٣٥٣٤٨) ، (٣٥٣٤٩) ، وذكره ابن عطية (٥/ ٣٩٣) ، وابن كثير (٤/ ٤٤١) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦/ ٤٥٢) ، وعزاه للطبراني. (٣) أخرجه الطبري (١٢/ ٣٠٢) ، رقم: (٣٥٣٦٢) ، وذكره البغوي (٤/ ٤١٤) ، وابن عطية (٥/ ٣٩٣) ، وابن كثير (٤/ ٤٤١) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦/ ٤٥٢) ، وعزاه لعبد بن حميد. (٤) أخرجه الطبري (١٢/ ٣٠٢) ، رقم: (٣٥٣٦٣) ، (٣٥٣٦٤) ، وذكره البغوي (٤/ ٤١٤) ، وابن عطية (٥/ ٣٩٣) . (٥) ينظر: «المحرر الوجيز» (٥/ ٣٩٣) . (٦) أخرجه الطبري (١٢/ ٣٠٣) ، رقم: (٣٥٣٦٧) ، وذكره البغوي (٤/ ٤١٤) ، وابن عطية (٥/ ٣٩٣) ، وابن كثير (٤/ ٤٤١) . والسيوطي في «الدر المنثور» (٦/ ٤٥٢) ، وعزاه لعبد بن حميد، وابن المنذر. (٧) أخرجه الطبري (١٢/ ٣٠٣) ، رقم: (٣٥٣٧٠) ، وذكره ابن عطية (٥/ ٣٩٣) .