وقوله تعالى: إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ: «إنَّمَا» في هذه الآية: حاصرة، وسُبْحانَهُ: معناه: تنزيهاً له، وتعظيماً، والاستنكاف إبَاءَةٌ بأَنَفَة.
قال ع «٢» : وقوله سبحانه: لَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ
: زيادةٌ في الحُجَّة، وتقريبٌ مِنَ الأذهان، أي: وهؤلاءِ الذين هُمْ في أعلى درجاتِ المَخْلُوقين لاَ يَسْتَنْكِفُونَ عن ذلك، فكيفَ بسواهُمْ، وفي هذه الآيةِ دليلٌ على تفضيل الملائكة على الأنبياء.
وقوله سبحانه: سَيَحْشُرُهُمْ
: عبارةُ وعيدٍ.
قال ع «٣» : وهذا الاِستنكافُ إنما يكونُ من الكُفَّار عن اتباع الأنبياءِ، وما جرى مجراه.
(١) أخرجه البخاري (٦/ ٥٤٦) كتاب «أحاديث الأنبياء» ، باب قوله: يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ، حديث (٣٤٣٥) ، ومسلم (١/ ٥٧) ، كتاب «الإيمان» ، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا، حديث (٤٦/ ٢٨) ، وأحمد (٥/ ٣١٣) ، والنسائي في «الكبرى» (٦/ ٢٧٧- ٢٧٨) ، كتاب «عمل اليوم والليلة» ، باب ما يقول عند الموت، حديث (١٠٩٦٩) ، والبغوي في «شرح السنة» .. (١/ ١١٥- بتحقيقنا) كلهم من طريق جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت به. (٢) ينظر: «المحرر الوجيز» (٢/ ١٤٠) . (٣) ينظر: «المحرر الوجيز» (٢/ ١٤٠) .