رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«إِنَّ اللَّه تَبَارَكَ وتَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ القِيَامَةِ: أَيْنَ المُتَحَابُّونَ لَجَلاَلي؟ اليَوْمَ أُظِلُّهُمْ في ظِلِّي يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّي»«١» .
قال أبو عمر بن عبد البَرِّ في «التمهيد» : ورُوينا عن ابن مسعود، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أَنه قال:«يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، أَتَدْرِي، أَيُّ عُرَى الإِيمَانِ أَوْثَقُ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: الوِلاَيَةُ في اللَّهِ: الحُبُّ والبُغْضُ فِيهِ»«٢» ، ورواه البراءُ بنُ عَازِبٍ، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أيضاً «٣» ، وعن عبد اللَّهِ في قوله تعالى: لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ، قال: نزلَتْ في المتحابِّين في اللَّه «٤» قال أبو عمر: وأما قوله: الَيْومَ أُظلُّهُمْ فِي ظِلِّي، فإِنه أراد- واللَّه أعلم- في ظلِّ عرشه، وقد يكونُ الظِّلُّ كنايةً عن الرحْمةِ كما قال: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ [المرسلات: ٤١] ، يعني: بذلك مَا هُمْ فيه مِنَ الرحمة والنعيم. انتهى.
والقضاعي في «مسند الشهاب» (٢٧٤) عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة مرفوعا به. وعلقه البخاري (٦/ ٤٢٦) في أحاديث الأنبياء، باب: الأرواح جنود مجنّدة (٣٣٣٦) . بهذا الإسناد، وقال الهيثمي في «المجمع» (٨/ ٩١) : رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. ويشهد له حديث علي رواه أبو نعيم في «الحلية» (٤/ ١١٠- ١١١) عن الأعمش، عن أبي وائل عنه وقال: غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا بهذا الإسناد. وأخرجه العقيلي (١/ ١٣٥) من طريق سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه عنه به. وقال العقيلي: هذا الحديث يعرف من حديث إسرائيل عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي موقوف، كما يشهد له حديث سلمان. أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (١/ ١٩٨) ، وينظر: «مجمع الزوائد» (٨/ ٩١) وحديث ابن عباس رواه السهمي في «تاريخ جرجان» ص: (٢٤٤) ، وحديث ابن مسعود رواه الطبراني في «الكبير» (١٠/ ٢٨٣) برقم: (١٠٥٥٧) وفيه عن عبد الله بن مسعود أو غيره. [.....] (١) أخرجه مالك (٢/ ٩٥٢) كتاب «الشعر» باب: ما جاء في المتحابين في الله، حديث (١٣) ، ومسلم (٤/ ١٩٨٨) كتاب «البر والصلة» باب: فضل الحب في الله، حديث (٣٧/ ٢٥٦٦) وأحمد (٢/ ٢٣٧، ٥٣٥) ، والطيالسي (٢٣٣٥) ، والدارمي (٢/ ٣١٢) ، وابن حبان (٢/ ٣٣٤) رقم: (٥٧٤) من حديث أبي هريرة. (٢) أخرجه الطيالسي (٣٧٨) ، والحاكم (٢/ ٤٨٠) من طريق الصعق بن حزن، عن عقيل الجعد، عن أبي إسحاق، عن سويد بن غفلة، عن ابن مسعود به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي فقال: ليس بصحيح، فإن الصعق وإن كان موثقا فإن شيخه منكر الحديث. قاله البخاري. (٣) أخرجه أحمد (٤/ ٢٨٦) من حديث البراء بن عازب. (٤) تقدم.